قصة لها عبرة وحكمة
يقال أن مجنوناً مطلق السراح ، كان يؤذي الناس، فتفكروا في كيفية الخلاص منه ، ولم يكن في ذلك الزمان دور خاصة للمجانين لأنهم في جميع القطر يعدون بالأصابع ، وأخيراً تفتق ذهنهم على أن يستصحبوا المجنون في يوم عيد إلى دار الأمير ، فإذا عمل ما ينافي الأدب أمر الأمير بإلقاء القبض عليه ، وبذلك يستريحون من شره.
وفي يوم عيد استصحبوه إلى دار الأمير ، وهناك جلس المجنون مطرقاً ، ولم يعمل إلا بواجب الأدب والإحترام ، وكلما أرادوا تحريكه لم يتحرك قيد شعرة ، حتى انقضى المجلس..
وقاموا من عند الأمير وهم متعجبون من هذه الظاهرة ، ولما خرجوا إلى المجنون قائلين :
كيف جلست هناك بكل هدوء وأدب ؟
قال المجنون: إني لما دخلت المجلس ورأيت ذلك الجالس تفرست فيه ، فعلمت أنه أقل مني عقلاً ، وأكثر مني قوة ، فإذا تحركت بحركة تنافي الآداب خفت أن يأمر بقتلي ، فماذا كنت أصنع حين ذاك؟
( فعلاً للمجانين عقول تفكر بها )
تحياتي
ذيـــب العجمان